الأربعاء، 8 يونيو 2011

من مثل ابو مقار



وهناك قصة جميلة في بستان الرهبان حول الأنبا مكاريوس حينما أراد أن يفكر فيمن وصل لمستواه الروحي، فسمع صوتاً من السماء يقول له: "يا مقاريوس إنك لم تصل بعد إلى درجة امرأتين في المدينة الفلانية".. وها هي القصة كاملة لأنها ممتعة حقاً:

فلما سمع هذا تناول عصاه الجريد ومضي إلي المدينة. فلما تقصي عنهما وصادف منزلهما، قرع الباب فخرجت واحدة وفتحت له الباب. فلما نظرت الشيخ ألقت ذاتها علي الأرض ساجدة له دون أن تعلم مَنْ هو – إذ أن المرأتين كانتا تريان زوجيهما يحبان الغرباء – ولما عرفت الأخرى، وضعت ابنها علي الأرض وجاءت وسجدت له، وقدمت له ماء ليغسل رجليه كما قدمت له مائدة ليأكل.

فأجاب القديس قالاً لهما: "ما أدعكما تغسلان لي رجلي بماء، ولا آكل لكما خبزاً، ألا بعد أن تكشفا لي تدبيركما مع الله كيف هو، لأني مرسل من الله إليكما". فقالتا له: "مَنْ أنت يا أبانا؟" فقال لهما: "أنا مقارة الساكن في برية الاسقيط" فلما سمعتا ارتعدتا وسقطتا علي وجهيهما أمامه باكيتين. فأنهضهما، فقالتا له: "أي عمل تطلب منا نحن الخاطئتين أيها القديس؟!"

فقال لهما: "من أجل الله تعبت وجئت اليكما، فلا تكتما عن منفعة نفسي". فأجابتا قائلتين: "نحن في الجنس غريبتان أحدانا عن الأخرى، ولكننا تزوجنا أخوين حسب الجسد وقد طلبنا منهما أن نمضي ونسكن في بيت الراهبات ونخدم الله بالصوم والصلاة، فلم يسمحا لنا بهذا الأمر. فجعلنا لأنفسنا حدا أن تسلك أحدانا مع الأخرى بكمال المحبة الإلهية.

وها نحن حافظتان نفسينا بصوم دائم إلي المساء وصلاة لا تنقطع. وقد ولدت كل واحدة منا ولداً. فمتي نظرت أحدانا ابن أختها يبكي، تأخذه وترضعه كأنه ابنها. هكذا تعمل كلتانا. ورجلانا راعيا ماعز وغنم، يأتيان من المساء إلي المساء إلينا كل يوم فنقبلهما مثل يعقوب ويوحنا بني زبدي، كأخوين قديسين. ونحن مسكينتان بائستان، وهما دائبان علي الصدقة الدائمة ورحمة الغرباء. ولم نسمح لأنفسنا أن تخرج من فم الواحدة منا كلمة عالمية البتة، بل خطابنا وفعلنا مثل قاطني جبال البرية".

فلما سمع هذا منهما، خرج من عندهما، وهو يقرع صدره ويلطم وجهه، قائلاً: "ويلي ويلي، ولا مثل هاتين العالميتين لي محبة لقريبي". وانتفع منهما كثيراً.

بستان الرهبان
7

أفضل من راهب



تبادر ذات الفكر لدى أحد الآباء الرهبان الشيوخ فجاءه صوت يقول له أنه توجد في مصر زوجة قديسة تُدعى مريم تعيش مع زوجها أفخارستوس في قرية بمصر على مستوى روحي أعظم منه. بإرشاد ملاك الرب انطلق الراهب نحو القرية ليلتقي بهذين الزوجين اللذين يفوقانه في الحياة الروحية. أرشده الملاك إلى المنزل فقرع الباب وفتحت له مريم وكان زوجها يرعى الغنم. في المساء جاء افخارستوس واستقبل الراهب الضيف. وإذ أعد مع زوجته المائدة رفض الراهب أن يأكل حتى يعرف سرّ حياتهما. لم يشأ أخفارستوس أن يتحدث عن حياته مع زوجته بل أجاب: "أنا راعي غنم، وهذه زوجتي". أصر الراهب الشيخ أن يعرف أمرهما، قائلاً للزوج أن الله هو الذي أرسله إليه. عندئذ تحدث الرجل بخوف الله قائلاً: "إنني أرعى الغنم الذي ورثناه عن والدينا. فإن صنعنا ربحًا قليلاً بعون الله نقسمه إلى ثلاثة أجزاء. الثلث للفقراء، والثلث لضيافة الغرباء والثلث الأخير لاحتياجاتنا الشخصية. ومنذ زواجنا تعيش معي زوجتي كأخت لي، كل منا ينام بمفرده، بالليل نرتدي المسوح، وفي النهار نرتدي الثياب العادية، ولا يعلم أحد شيئًا عن حياتنا". أطرقت مريم برأسها نحو الأرض وتوسلت إلى الراهب الشيخ أن يكتم سرّ حياتهما حتى نياحتهما.



7

هل يسكن يسوع ههنا ؟؟


كثيرا ما شردت بفكري ..ما السبب في اني لا أتقدم في حياتي الروحية ؟؟ ما السبب في اني أجد صعوبة في أن أقنع نفسي بالصلاة بل أحيانا أجد الحياة المسيحية صعبة ..حتي قرأت هذه القصة للأب أنتوني كونياريس و هو أحد الأباء اللأرثوذكس الشرقيين ..


كعادته كل يوم دلف في هدوء الي الشارع الضيق ..حيث يقطن ..
وتابعته الأعين في اعتياد ..فهو معروف في منطقته بأستاذ عادل ..الشماس المشهور ذو الصوت العذب و الألحان الرخيمة أما هو فألقي التحية عليهم وصعد الي عمارته ودخل البيت و
-          كنت فين ؟؟
بادرته زوجته بهذا السؤال ؟؟ ثم تابعت
أبونا متي كان عندنا النهاردة و سأل عليك .
رفع عينيه اليها و كأنما  يقول " و فيها ايه يعني " فابونا متي هذا هو كاهن كنيستهم الجديد و مرسوم حديثا ولابد أنه سيأتي لزيارته باعتباره شماس مشهور و ...الخ لكنه انتزع نفسه بسرعة من أفكاره و سأل زوجته
-          و يا تري قال ايه أبونا متي ؟؟؟
نظرت زوجته في عينيه مباشرة و قالت له " لقد سالني سؤالا بسيطا جدا ..قال " هل المسيح يحيا هنا ؟؟؟ "
ثم أطرقت و قالت " فلم أعرف بماذا أجيبه
و كأنما أحنقه السؤال اذ كيف يسأل أبونا هذا السؤال في بيته و هو الشماس المعروف انه لا يفوت خدمة كنسية فرد وقد احمرت وجنتاه
" هل أخبرتيه أننا أشخاص محترمون ؟؟
اجابته " حسنا أظن اني قلت له هذا لكن لم يكن هذا ما يسأل عنه "
فقال الزوج و هو مندفع " ألم تخبريه أننا نتلو صلواتنا و نقرأ انجيلنا ؟؟"
أجابته زوجته " ولكنه لم يسأل عن هذا "
عندئذ أظهر الزوج مزيدا من الضيق و قال " أل تخبريه أننا نذهب دائما للكنيسة ؟؟
أجابته زوجته المسكينة ...ولا هذا أيضا سأل عنه
عندئذ نظرت لعينيه مباشرة و قالت له " انه سأل فقط هل المسيح يحيا هنا ؟؟"
عندئذ أطرق الزوج أيضا للأرض و لم يحر جوابا
صديقي الحبيب ..هي قصة بسيطة فعلا لكنها أثرت في جدا جدا فأنا شخصيا أطرقت للأرض أيضا و لم أجيب  ...نعم أنا اصلي و اقرا في انجيلي و أتناول و أعترف بانتظام لكن ما هو موقع الرب يسوع في حياتي ؟؟ ما موقعه في عبادتي ؟؟ هل فعلا ألتقي به في صلاتي أم يكون لقاء مع الحائط ؟؟ هل أنا فعلا أتقابل مع مسيحي المشبع الذي لهث القديسين في حبه أم أنا أعبد ..بدون المسيح ..فاحذر فقد تكون تمارس عبادتك دون المسيح...تكون تمارس عبادة لكن لا تلتقي بالشخص ..شخص المسيح
عن هذا يقول الأب أنتوني كونياريس : كل مرة نذهب فيها للكنيسة للعبادة نجد العذراء و المسيح في حضنها كأنما تسأل كل منا نفس السؤال " هل المسيح الذي يحيا في يحيا فيكم أنتم أيضا ؟؟ "
الأب أنتوني كونياريس

قصة رمزية 
4

الخدمة هي حل الشهوة


نعيم محاسب متميز ... وهو شاب طول بعرض تزوج من 5 سنين و له طفلة جميلة و كان قديما طفلا متدينا ً ..ففي طفولته كان مواظبا علي مداري\س الأحد و الاعتراف و التناول .. ومع سنوات الجامعة ..ابتعد و انشغل و سافر للخارج بضعة سنوات حصل فيها علي شهادات كثيرة و أصبح مركزه كبير في شركة أجنبية و قليلون من في سنه وصلوا الي ما وصل اليه من نجاح عالمي و كان شغل نعيم أغلبه علي الكمبيوتر و مع بعده عن الكنيسة و الأسرار دخل اليه عدو الخير عن طريق الانترنت و المواقع الاباحية فكان يعدو لبيته منهكا ليرتاح ساعة ثم يصحو ليجلس أمام الكمبيوتر و كانت زوجته تظن أنه يعمل و شغله كتير قوي
أما هو فكان يقضي من 4 الي 6 ساعات يوميا أمام الصور و الأفلام الدنسة و كان يدخل لينام نحو 3 فجرا و يصحو بصعوبة ليذهب الي عمله
تعرض نعيم لأكثر من حادث سيارة و حاولت زوجته اقناعه بأن هذا بسبب سهره الشديد لكنه كان عنيدا جدا
أما زوجته دينا فكانت بنت للكنيسة طيبة ووديعة تحب زوجها جدا ..و كانت تجاهد دائما مع نفسها لتلمس الأعذار لزوجها و نادرا ما فقدت صبرها و لامته علي تركها و بعده عنها و عد اهتمامه بها و بابنتها .. و لم تجد من الحوار الا  التهكم و اتهامها بعدم التقدير و لم تجد دينا حلا الا الصلاة بالدموع

و يوما ما احتاجت دينا أن ترسل رسالة بالايميل و الذي كانت نادرا ما تحتاجه و يا لهول ما رأت و بكت ... و بكت ..و لم تصدق نفسها .. و لم تستطع أن تنظر طويلا الي هذه الخلاعات و عاتبته بشدة ..
فما كان منه الا الصراخ و الاهانة و التطاول عليها و قال لها " ازاي تفتحي الكمبيوتر بدون اذن ؟؟ "

أما هي فدارت بها الأفكار .."هي دي المشغولية يا نعيم  ؟؟"
" ربنا يسامحك .. و أنا اللي كنت أقول نعيم مشغول ربنا يعينه "
و اشتكت جينا لأب اعترافها الذي كان أب اعتراف نعيم أيضا ..فجلس اليه نعيم و اعترف بعد أكثر من سنة ...اعترف بالتدهور في كل شئ في البيت في الشغل في الصحة في التركيز في الأخلاق ...الخ
و فجأة قال له أبونا مقاطعا " تحب تخدم يا نعيم ؟؟ انت كان نفسك زمان تخدم "
فذهل نعيم وقال " يا أبونا بعد اللي أنا قلته ده ؟؟ "
رد ابونا " يا ابني أنا عاوزك جوة الكنيسة علشان الخدمة تبعدك عن الحاجات الوحشة دي ... أنت مش هتعلم حد ..لكن هتشتغل معانا بمشاكل الفقراء و المحتاجين "
"مش معقول يا أبونا أن مش مستاهل أصلي و لا أتناول ..هأخدم ازاي بس ؟ "
" احنا نحاول يا نعيم و كله يمشي مع بعضه بس اوعدني ما تدخلش المواقع الوحشة دي تاني "
" مقدرش يا أبونا ..مقدرش .. أنا خلاص أدمنتها ..ده أنا حتي اتعلمت الكذب و اشرب وكل حاجة وحشة بسبب المصيبة دي "
" كل شئ مستطاع عند الله ..المهم نبدأ الخدمة "
فهل تستطيع الخدمة ..أن تغلب الشهوة ؟؟؟
نتابع غدا
تأثر نعيم جدا بتشجيع أبونا له و طول آناته عليه و بدأ يصلي و يقرأ في الانجيل و تقدم للتناول بعدما أخذ الحل ..
لكن الشيطان ظل يراوده .. فكان أحيانا يسقط ..ثم يقوم بقوة و يعمل ميطانيات و يصارع و يجاهد مع الله و يقول " ساعدني يارب ..انقذني من نفسي " ..
و انضم نعيم لاجتماع خدام اخوة الرب و انضم لفريق الخدمة و أصبح مع مجموعة من الرجال مسئولين عن تنمية و خدمة احدي القري الفقيرة
لم يكن متحمسا في البداية لكنه من صغره كان يحب أبوه الروحي و مطيعاً له .. وكان مشتاقاً من قلبه أن يتخلص من هذه العادات الرديئة
و ذهب نعيم مع اخوته للخدمة ... ووجدهم كلهم أتقياء و بسطاء ...فكان ينظر اليهم متحسرا علي نفسه و غير مصدق أن يكون هو بما هو فيه واحدا منهم
ووصل الخدام الي  القرية للخدمة ... و هناك وجد نعيم الفقر الذي لم يجده و لم يراه من قبل ... وجد هناك كنيسة بسيطة و كاهن تقي و نساء و رجال يعيشون تحت خط الفقر لكنهم شاكرين و راضيين .. ومن بيت الي بيت ..تأثر نعيم بمحبتهم و ترحيبهم و كرمهم و بساطتهم و ظل نعيم يري و هو صامت

و في احدي العشش وجد أرملة وحيدة و شبه كفيفة .. وحاولت الأرملة أن تقبل يديه ..فسحب نعيم يده بشدة و ترقرقت الدموع في عينيه ..حين بدأت تصلي و تشكر الله علي نعمته و احساناته .. وظلت تدعو لهم بالخير و الصحة و البركة و النجاح للأولاد ..ثم قالت لنعيم بعد الصلاة " يا ابني أنا عاوزة أشوفك تاني لازم تيجي لي "
فقال نعيم " ادعي لي يا أمي و ادعي لمراتي و بنتي "

فرفعت الأرملة و جهها الطيب الي السماء و يديها مرفوعة و أخذت تدعو " يارب يفحها عليك و ينجيك من كل حاجة وحشة .. وبيعد الأشرار عن مسكنكم و يصلح طريقك و يفرح قلبك و يبارك بيتك و يكثر في نسلك و يغنيك "

و بصعوبة شديدة تمالك نعيم نفسه و أحس أنه يري أمامه قديسة لم يقرأ عنها  و لم يسمع بها .. و انحني و قبل يديها باصرار و نزلت دموعه علي يديها ..و أحس لحظتها أن قوة صلاة هذه الأرملة لابد ستشفيه من هذه الحرب العنيفة مع الشهوة
و رجع نعيم ..قص علي دينا ما رأه ..و لأول مرة بعد سنين عديدة يحكي مع دينا لمدة ساعة بهدوء و فرح ..
و لأول مرة يقفا معا ليصليا صلاة النوم
و بدأ نعيم ينتظم في القداس  و التناول و الاعتراف .. و أصبح نادرا ما يضعف
و ظل يقاوم بشدة و يتذكر دعوات الأرملة وكلمات أب اعترافه و الأيات التي بدأ يحفظها مع دينا من الانجيل كل يوم
و رجعت السعادة لهذا البيت و أحب نعيم الخدمة و أصبح يعشق القري الفقيرة ..و لا يترك فرصة الا و يزور هذه الأرملة البسيطة ..فكانت دائما تقول له " ربنا يخليك لي يا ابني

أما هو فنظر بعمق وقال لت بخجل
" ربنا يخليكي انتي و تصلي لينا دايما ً "
الخدمة هي الحل - ابونا داود لمعي
4

الخدمة هي حل الأنانية


كان نادر طفلا وحيدا مدللا و كان أبوه غنيا جدا ...فأغذق عليه بالهديا و ترك له حرية ..بلا قواعد أو ضوابط ..
درس نادر خارج مصر ..و تزوج بأميرة .. وهي فتاة جميلة لكنها أيضا غنية جدا و مدللة
وكان كلاهما لا يعرف الكنيسة الا في أيام الأعياد .. وكانا كلاهما لا يحتملا التواجدفي الكنيسة لأكثر من دقائق ولم يكن لهما ارتباط حقيقي بالله
ومن أول يوم في الزواج و بدأت المشاكل
" انت مش بتحبني "
" أنتِ مش بتحترميني "
ووصلت المشاكل للأهل .. و تدهورت العلاقات وكل منهما يري الأخر هو المخطئ كل الخطا
و تدخلت الكنيسة أخيرا لتحاول الاصلاح .. ومن أول جلسة عرف أبونا أنه لا توجد أي حياة روحية لديهم ..فترك المشاكل الزوجية جانبا و اهتم بتعليمهما الصلاة و الانجيل و الاعتراف و التناول
تجاوب نادر و أميرة بصعوبة في البداية و ظلت المشاكل الزوجية قائمة و تتطور الموضوع حتي وصل الي ما يشبه انفصال بينهما
و بعد شهور ...دعاهما أبونا للخدمة في حقل خدمة الفقراء و اخوة الرب  
و كعادتهما ..لم يتحمسا و لكن مع الحاح أبونا بدأ الزوجين الارتباط بالمناطق الفقيرة .. وظن نادر معاجته أن الخدمة تحتاج لفلوس و لكن أمين الخدمة شرح له أن الفلوس مش هي الخدمة و الناس عايزة اللي يحبهم و يزورهم و يحس بيهم و يرفعهم من الفقر و الجهل و المرض
و كانت يدي نادر في العطاء سخية ... و تأثرت أميرة بالفقر الشديد ..و اقترح نادر أن يقوم بمشروع في المنطقة لتشغيل الشباب و درس المشرع مع أمين الخدمة و كاهن المنظقة و بدأ العمل
و اقترحت أميرة أن تقوم بمشروع لمحو الأمية و دروس تقوية للأطفال و أقنعت صديقاتها بهذه الخدمة و أصبح هناك فريق من السيدات لخدمة التعليم بهذه المنطقة
و انشغل الثنان معا بالعمل لأجل الله ... و م الله .. و نسيا أنفسهما و أحبا الفقراء و ارتبطا بكاهن  المنطقة الذي بدأ يزورهما بانتظام
و انتظم الاثنان في اجتماع الخدام و تعلما مبادئ الحب و البذل و التضحية و التنازل و بمرور الوقت بدأت المشاكل بينهما تقل جدا
و مضي علي زواجهما خمس سنوات و لم يرزقا بطفلا
وكان هذا أحد أسباب قلقهما و مشاكلهما ..عدا السنة الأخيرة التي بدأ فيها الخدمة ..فتحسنت الأمور جدا و تعلم كلاهما لوم و ظبط النفس و لتسامح و الاعتذار
و أصبح نادر و أميرة خادمان يعطيان من وقتهما أكثر من نصف الأسبوع للخدمة .. وصا ربيتهما الواسع ملتقي للخدام و تدبير الخدمة
وكافأهما الله علي توبتهما و خدمتهما و حبلت ولدا أسمته ابرآم ففرح به الكل الأهل و الخدام ... و الفقراء
لأن بيتهما صار كنيسة و حياتهما سعادة غاامرة

عن كتاب الخدمة هي الحل - أبونا داود لمعي 
4

الخدمة هي حل المرض


كانت سعاد أخصائية اجتماعية نشيطة و محبوبة و كانت شعلة نشاط في بيتها و المدرسة التي تعمل بها ولم يكن لها الا ابنة واحدة و زوج طيب و بيت هادئ و لكن لم تكن لها علاقة قوية بالكنيسة

وكانت سعاد علي خلاف قديم مع أختها .. من وقت انتقال والدتها و دخل الشيطان بينهما و لم تعد تكلمها بالسنين و كلما تذكرتها أحست بغضب داخل و تذكرت كل الكلام الصعب الذي دار بينهما و كانت تردد بداخلها " منها لله .."
و تزوجت ابنتها و سافرت مع زوجها للبلاد العربية و تحولت علاقتهما الي تليفونات يومية ودعوات حارة
و ذات يوم أحست سعاد ب ألم غريب في قدميها و ثقل في حركتها و بدأت رحلة العلاج و انزعجت جدا من تشخيص الأطباء الذي فاجئها بأنه مرض في الأعصاب و سيصيبها بشلل عن قريب و للأسف ليس له علاج

بكت سعاد بشدة و تذمرت و اعترضت و قالت ليه و استطاع زوجها أن يحضر أبونا الكاهن ليشجعها و لكنها كانت جافة جدا معه .. وكانت دائما تقول " هو أنا عملت ايه وحش علشان يحصل كدة "

وحاول أبونا أن يقنعها بحب الله ..فهو أبونا السماوي و بركات الألم و التجربة .. ولكنها كانت تسمع غير مقتنعة .. وبعصبية شديدة رفضت كل تشجيع

وزاد المرض .. و لم تعد قادرة علي الحركة بقدميها و كانت أول يوم تجلس فيه علي الكرسي المتحرك ..يوما حزيناً لا تنساه

و جاءت ابنتها بضعة شهور لتخدمها .. و لكنها لم تستطع أن تمكث معها أكثر من ذلك لأجل زوجها و طفلها
و ظل زوجها –عم صالح – زوجا صالحا يخدمها و يصبرها و يحاول معها حتي أن تتناول في البيت و لكنها بغضب شديد كانت ترفض كل شئ

وجاءت لزيارتها ايمان و هي خادمة من الكنيسة وكانت تعمل معها في نفس المدرسة و كانت تحبها و بكت معها و هي تسمع شكواها و احباطاتها و كانت ايمان قد صلت كثيرا قبل هذه الزيارة ..كيما يعطيها الرب كلام نعمة مع سعاد المجربة

و استأذنت ايمان سعاد أن تقرأ لها جزء من الانجيل كما تعودت في زيارات الافتقاد
فأذنت لها سعاد فاختارت ايمان جزء من يعقوب 1 لتقرأه لصديقتها القديمة " احسبوه كل فرح يا اخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة (يع  1 :  2) ......... و اما الصبر فليكن له عمل تام لكي تكونوا تامين و كاملين غير ناقصين في شيء (يع  1 :  4)

و بدأت ايمان تشرح كيف يمكن للتجربة أن تصير سبب فرح بالإيمان و الصلاة و الصبر ..فتح الله قلب سعاد لتسمع هذه المرة ..فقالت لايمان " طب و انا هعمل ايه دلوقتي ؟؟ "
فهل يمكن للخدمة أن تصلح حالة مثل هذه ؟؟ نواصل غدا

أجبتها ايمان و بثقة " كفاية تذمر ...ايه رأيك تقولي يا رب أشكرك ...يارب سامحني علي كل حاجة و ساعدني علي احتمال المرض "
قالت سعاد و لأول مرة حاضر هحاول  ..و ايه كمان ؟؟
ردت ايمان " و تحاولي تقرأي كل يوم اصحاح و تصلي بالأجبية باكر و نوم و تسمعي شريط وعظة "

هنا ضحكت سعاد لأول مرة و قالت لها " بالراحة عليّ يا ايمان "
فردت ايمان " صدقيني بس جربي و هتشوفي ان نفسيتك هتبقي أحلي و أنا هخلي أبونا يناولك في البيت "

و بدأ التغيير يظهر علي سعاد.. وظلت ايمان تعاونها بالزيارة كل أسبوع و تقرأ معها الانجيل و ظلت سعاد متمسكة بالشفاء في كل صلواتها و ظل الوقت طويلاً و مملاً

و في زيارة بعد شهرين ...سألت سعاد ايمان " هو اللي يخدم بيخدم ازاي أنا سمعت عن الخدمة  و بركاتها .. ومش ناسية أول زيارة ليكي يا ايمان و الآية اللي بتقول " ليكن له عمل تام " ..طب ايه العمل اللي ممكن أعمله و أنا كده ..مش بأتحرك برجلي "

ترددت ايمان ثم قالت بحكمة ..خلينا نصلي الأسبوع ده و ربنا يفتح لك باب في الخدمة يناسبك

وذهبت ايمان لأب اعترافها لتسأله
فأجاب أبونا " التليفون ممكن يبقي خدمة عظيمة ... خليها تسأل علي الناس التعبانة و تقول لهم كلمة حلوة ..آية أو حكمة و بالذات الناس اللي في وحدة أو مسنين أو حتي المرضي اخوتها "

رجعت ايمان الي سعاد بهذه الفكرة التي فاجأتها بفكرة مشابهة و قالت لها " أنا مسجلة علي الموبايل حوالي 100 نمرة لناس أعرفهم ..هابعت لهم كل كام يوم أية من اللي بقرأها علشان هتكسف اكلم الناس كتير أحسن يزهقوا "

فردت ايمان " رائع ..فكرة هايلة و مش شرط تبقي نفس الآية ..فرصة برضه تكتبي الآيات و تحفظيها "

وبدأت سعاد بالفعل هذه الخدمة ... وتقدمت بسرعة غريبة وكانت ردود الأفعال رائعة و رجعت لها تليفونات كثيرة بالشكر و المحبة و التقدير .. و البعض كانوا يسألونها عن معني الآية و تحاول أن تشرح بعد أن تبحث في التفاسير و العظات .. و البعض كان يقول لها " الآية جت في وقتها "  و أصبحت هذه الخدمة تأخذ منها ساعات كل يوم و تغير وجهها و رجعت اليها ابتسامتها و سعادتها .. وأصبح كل من يزورها يتمتع بكلمات النعمة الغزيرة  و بروحها المفرحة الحلوة

و بعد سماع وعظة عن التسامح .. ومع النمو الروحي الملحوظ ..تحرك قلبها تجاه أختها التي فارقتها منذ سنين بسبب الخصام و القطيعة .. وتجاسرت سعاد بعد صلاة حارة و كلمتها بالتليفون .. وبكت الاثنتان و سارعت أختها بزيارتها .. وكان لقاء حارا ..لإيه اعتذار و ندم و رجعت المحبة أقوي من زمان

و بعد زمان من الخدمة قالت سعاد يوما ً لزوجها " عارف يا صالح أنا دلوقتي بس بأشكر ربنا بجد علي المرض أنا حياتي النهاردة أحلي جدا من زمان وحاسة اني لي لزوم و رسالة .؟..عمري ما حسي بالاحساس ده زي دلوقتي .. تصور اني بطلت أقول يا رب اشفيني من غير ما أحس ... وكل صلواتي بقت دلوقتي " يارب يسوع سامحني .. واهدجي الناس كلها "

أجاب صالح " و أنا كمان اتعلمت منك أحب الكنيسة و الانجيل ..انت مرضك ده كان سبب بركة لينا كلنا "

فردت هي بفرح " نشكر ربنا علي كل حال "
كتاب الخدمة هي الحل - أبونا داود لمعي 
4

الملك ..نظير أنبا يوساب


كان شيخ في برية الاسقيط اسمه يوساب وكان شيخا كبيرا متقدما في الأيام و قد ضمر جسمه من الصوم والصلاة و التعب وكان طعامه من أعشاب البرية و لباسه من الليف الخشن و كان لايفتر عن التسبيح ..و انتهت به عبادته الي أنه صار يركب علي السحاب و يتغذي من طعام يأتيه من السماء في أوقات معينة ..وهو يزيد في فضائله محقرا ذاته و يشعر أنه غير مستحق ما صار اليه
ومع هذا اشتهي من الله فكرا ..وهو أن يريه انسانا يماثله في نعيم الأخرة .. وطلب ذلك من الله بخضوع وتضرع كثير فجاء اليه صوت يقول له " يا يوساب .. الملك الذي في أنطاكية سيكون نظيرك في السماء "
حينئذ ركب الشيخ علي السحابة ...وطلب من الله أن يو صله إلي أنطاكية فأجاب طلبه ونزل خارج المدينة و أخذ جريدته بيده وقصد باب المدينة و عند الباب وجد الملك خارجا من المدينة في موكب و حوله الحراس بالتبجيل و التعظيم ...و اذ بالملك أقبل راكبا وفرسه مثقل بالحلي و المجوهرات التي عليه و كانت أشعة الجواهر المختلفة الألوان التي في التاج علي رأس الملك تضئ
حينئذ ندم الشيخ وحزن لما أبصر عظمة الملك هذه و قال " من يكون هذا الملك العظيم و كيف يكون له ميراث في ملكوت السموات ؟؟ " و صار حزينا باكيا وحدث ازدحام عند الباب و صا الشيخ في تعب شديد و لما وصل الملك الي الباب ..التفت الملك الي الشيخ و قال له " يا أنبا يوساب لقد اشتهيت لنفسك تعبا ما كنت في حاجة اليه " و أمر بأن يمضوا به الي القصر حتي يعود ..فلما سمع الشيخ قول الملك فرح جدا وقال " لولا أن الله ساكن في هذا الانسان لما عرفني و لا عرف قصتي " .. و لما وصل القصر ..


جلس في الدهليز حتي عاد الملك  .. ولما نزل الملك من مركبته أخذ بيد الشيخ ودخل الي مجلس عظيم قد هيأ فيه الطعام للعساكر فجلسا علي ناحية من الطعام ودخل العساكر كلهن و شبعوا من تلك الأطعمة اللذيذة و انصرفوا
حينئذ قام الملك و الشيخ و دخلا الي القصر ..و اذ بالملكة تلاقيهما و عليها من الحلي و الجواهر ما يفوق الوصف وحولها من الجواري جمع كثير حسان المنظر مجملات باللباس و الحلي ما يفوق وصفه و ظللن في خدمة الملك حتي جلس في عرشه و حينئذ انعزلت الملكة وجواريها عنهما و بعد ساعة عادت اليهما وهي لابسة مسح ( نوع من الخيش شديد القسوة علي الجسم ) وعند ذلك انعزل الملك أيضا ولبس مسح شعر وعاد ثم نهضا وخرجا من ذلك الموضع و الشيخ معهما وجاءوا الي مكان آخر في القصر فيه راهب جالس يعمل فيه شغل ..فلما رأهم الراهب وقف ودنا من السائح و قبلا بعضهم بعضا و صلوا جميعا مزامير تلك الساعة و تلوا البركة وجلسوا ..و اذ بخادم صغير جاء الي الملك و الملكة بشغل ايديهما فتناول كل واحد صنعته ليعمل فيها
ثم قال الراهب للسائح " يا أنبا يوساب ان الله تبارك اسمه أراد أن يعطيك خبرة عظيمة لأنه أظهر لك سيرة حياة الملك و زوجته " و تحدثوا جميعا في عظائم الله حتي الساعة التاسعة ثم جاء خادم بمائدة عليها خبز وطعام رهبان فصلوا و أكلوا و رفعت المائدة .. وعزم السائح علي الانصراف فتباركوا منه و قال الراهب للسائح سرا " امض بسلام الرب و عظ هذه السيرة فانها عظيمة جدا .. لأنك رأيت عظمة الملك و زوجته و ها أنت تري عيشتهما و التواضع الذي هما فيه حتي انهما لا يتناولان شيئا من طعام المملكة البتة الا من شغل أيديهما و في هذا كفاية "

ثم أن السائح ودعهم و ركب علي السحابة و عاد الي موضعه ببرية الاسقيط وهو متعجب مما رأي ويمجد الله الذي له التسبيح و العظمة والإكرام الي الأبد أمين

كتاب فردوس الأباء 
4

الثلاثاء، 7 يونيو 2011

آشلي سميث و السفاح

عندما كانت الساعة تعلن الثانية فجرًا في يوم السبت الموافق 13مارس 2005م كانت "أشلي سميث Ashley Smith" البالغة من العمر 26 عامًا، عائدة إلى شقتها بمدينة دولاث بأتلانتا عاصمة ولاية جورجيا الأمريكية.كانت أشلي تفكر في ماضيها المظلم والمؤلم، وكيف كانت قد أدمنت الخمر، وكيف قٌتِل زوجها منذ أربعة أعوام بسبب اعتداء بعدة طعنات، فمات بين ذراعيها، وكم استدانت حتى طلبت بنفسها من المحكمة أن تكون خالتها وصية على ابنتها الوحيدة البالغة من العمر 5سنوات، وأن تستضيف الطفلة لديها. كانت هذه الأفكار تتهادى في ثقل في ذهن أشلي، لكنها في نفس الوقت كانت تشعر بالسعادة البالغة بسبب القرار الذي أتخذته منذ أيام قليلة بأن تعود للرب يسوع المسيح، وتقبله كالمخلِّص والفادي الوحيد من خطاياها، فهو الذي أحبها حتى مات على الصليب بدلاً عنها. وضعت أشلي سيارتها في الجراچ وهي في الطريق للشقة، وفجأة رأت شخصًا يهددها بمسدس في يده، ويأمرها أن يدخل معها الشقة.عرفته أشلي على الفور من لون بشرته السوداء، ومن تقاسيم وجهه، أنه السفاح الشهير في جورجيا "براين نيكولاس Brian Nichols" البالغ من العمر 33 عامًا، والذي كان في اليوم السابق قد قتل 4 أشخاص، بعدما كان ماثلاً للمحاكمة أمام محكمة أتلانتا بتهم القتل والاغتصاب، حيث خطف المسدس من يد أحد رجال الأمن، وقتل القاضي واثنين آخرين، وهرب، ثم قتل رابع ليسرق سيارته ليهرب بها. شعرت أشلي أن نهايتها جاءت، ولكن كان عندها رجاء أنها إن قُتّلت الآن ستذهب حتمًا للسماء لمقابلة الرب يسوع هناك. وقد ساعدها هذا السلام العجيب على التصرف بهدوء، فاستجابت لأوامر السفاح الذي قيدها في حوض الاستحمام (البانيو)، ووجَّه إليها مسدسه. ولكنها قالت له بلطف إنها تقدّره كإنسان مات المسيح لأجله. وأكّدت له أنها تشعر بالخسارة تجاهه، إذ كان يمكن أن يكون خادمًا للرب بدلاً من أن يخدم الشيطان.وحكت له عن ماضيها في الخطية، وما حصدته منها، وعن ابنتها الوحيدة، وكيف إن قُتلت هي ستصير الطفلة بلا أب ولا أم. وحدّثته عن الكتاب المقدس العظيم الذي بدأت تقرأه بانتظام، وعن كتاب اسمه "الحياة المنطلقة نحو الهدف The Purpose Driven Life " الذي بدأت برنامج قرائته منذ أيام. وردّدت عليه الآيات التي حفظتها عن ظهر قلب من الإنجيل خلال قرائتها.في البداية لم يعبأ براين بكلامها، لكن بعد قليل اخترقت قلبه كلمات الإنجيل التي كانت أشلي تحدثه بها، وهي تخبره عن الله المُحب، وكيف أنه بذل المسيح ليموت عنا، وشاركته بكيف تغير شاول الطرسوسي سفاح عصره (أعمال9) وصار أعظم قديس، كيف صار الرسول بولس الذي استخدمه الروح القدس بعظمة!! بعد مرور 7 ساعات من سماع السفاح لبشارة الإنجيل من الضحية أشلي سميث، طلب أن تعيد عليه قراءة بعض الآيات من الإنجيل. وبعد أن فكّ قيودها صنعت له وجبة الإفطار، وتناولاه معا. وبعدها طلب منها أن تزوره في السجن بعدما يسلم نفسه للبوليس، لتساعده على الكرازة بقصة المصلوب العجيب الرب يسوع المسيح المحرّر والمخلِّص الفريد، الذي قرر السفاح أن يحتمي في جراحه إذ عرف الآية: «وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا.تَأدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا.كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا.مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا» (إشعياء53: 5-6)؛ فوعدته بذلك। سمح براين لأشلي أن تذهب لخالتها لتحضر طفلتها من هناك، وتذهب بها للكنيسة حيث النشاط اليومي للأطفال هناك، على أن ينتظرها لتُحضر البوليس ليسلِّم نفسه لهم। انتظر براين نيكولاس في الشقة حتى جاء البوليس فسلم نفسه لهم الساعة 11।45 صباحًا، تحت عدسات التليفزيون التي كانت صورها لا تغطي أمريكا فقط بل العالم كله، ليخبرهم السفاح أن عمل المسيح على الصليب هو الأمر الوحيد الذي استطاع أن يخترق قلبه الفولاذي الخرساني القاسي।وما يزال براين نيكولاس إلى اليوم يكرس كل جهده ووقته في السجن لدراسة الكتاب المقدس والكرازة بالمسيح وعمله لكل المساجين بالخطية في العالم أجمع.....


صديقي॥صديقتي: هل تصدق أو لا تصدق ما قرأت؟! أنا أصدقه। ليس فقط لأنه واقع معاصر تمتلئ به أكثر من 3 ألاف مقالة على الإنترنت في مختلف المواقع، ونشرته أشهر الصحف العالمية مثل مجلة تايم الأمريكية - التي عادة ما لا تتحدث عن الشئون الدينية - وما قاله "سوني بردو" حاكم ولاية جورجيا في يوم 24 مارس 2005 في تكريم أشلي سميث حيث قال: "إن أشلي اخترقت قلب السفاح"، وما قاله مدير الأمن لولاية جورجيا: "كنا نستعد لمواجهة دامية مع القاتل، لم نكن نعرف أن هناك أشلي سميث"... أصدق ما حدث ليس لأجل هذا فقط، ولكن لأن الرب يسوع المسيح الذي غيّرني، وغيَّر شاول الطرسوسي (أعمال9)، وأنسيمس (رسالة فليمون)، واللص التائب (لوقا23)، والسامرية (يوحنا4)، وملايين كثيرة؛ يستطيع أن يغيّر قلب السفاح براين نيكولاس، بل ويقدر أيضًا أن يخلصك أنت الآن مهما كانت خطاياك.فإمكانيات دمه وعمله الكفاري أعظم من كل شرورك. فاركع الآن في مكانك، وأنت تقرأ هذه الكلمات، وصَلِّ. صلاة: يا من خلّصت أشقى المجرمين.. وفككت قيود المأسورين.. خلصني
 
 مكتبة القصص المسيحية

1

الاثنين، 6 يونيو 2011

 

لا يوجد مال للعشاء



نفذ المال تماماً من البيت والزوج يؤجل كل الطلبات حتى يرسل الله مالاً، وفي مساء أحد الأيام طلبت الزوجة أقل شيء وهو طعام العشاء والإفطار ولكن اعتذر الزوج واشتد الخلاف بينهما فخرج من المنزل في ضيق شديد . 
ذهب إلى الكنيسة وصلى ووضع كل شكواه أمام الله ثم خرج، وفيما هو يسير على الرصيف أمام الكنيسة قابله صديق قديم وبعد التحية والسؤال عنه، أخرج الصديق مبلغ مئة جنيه وأعطاها للزوج المحتاج . واندهش الأخير وقال له : ما هذا ؟ !! 
فقال له : هذا هو المبلغ الذي اقترضته منك وأبحث عنك منذ مده لأرده لك ، الحمد لله أني رأيتك اليوم وأسرع الزوج في طريقه فرحاً ليس فقط لأنه سيدبر احتياجات بيته ولكن شكراً وتهليلاً لله الذي يظهر في آخر لحظة محبة وافرة.
 
الله يشعر بأولاده ويسمع طلباتهم وهو المختفى وراء الأحداث.
 
"انظروا الى الاجيال القديمة وتاملوا هل توكل احد على الرب فخزي؟!" (سفر يشوع بن سيراخ 2: 11)
 
 
مكتبة القصص المسيحية - قصص حقيقية

سر البركة

تقيم هذه السيدة مع زوجها وأولادها في القاهرة ولهم علاقة قوية بالكنيسة وايمان بالله الذي يحفظ حياتهم ويبارك بيتهم وكل أعمالهم. وكان لهذه الأسرة أقارب كثيرين في الصعيد وتميزت بالكرم، فالبيت يستضيف الأقارب عند حضورهم إلى القاهرة. ولكن هؤلاء الأقارب يحضرون فجأة من بلادهم دون علم سابق لهذه الأسرة الكريمة مما يسبب أحياناً بعض الحرج لعدم تجهيز احتياجاتهم. وعلى قدر تميز هذه الأسرة بفضيلة اضافة الغرباء بارك الله في حياتهم وساعدهم في استقبال الأسر التي تزورهم.

وفي أحد الأيام أعدت هذه السيدة الطعام لأسرتها الصغيرة، وقبل ميعاد الغذاء فوجئت بأسرة كاملة تحضر اليها من الصعيد ولم يكن هناك وقت يكفي لإعداد اي طعام اضافي. فدخلت هذه السيدة المؤمنة ببركة الله ووقفت في المطبخ أمام أواني الطعام وصلت قائلة :

" يارب أنت هو هو أمس واليوم وإلى الأبد، يا من باركت السمكتين والخمس خبزات بارك هذا الطعام القليل ليكفي كل الموجودين في البيت. ورشمت علامة الصليب على الأواني ثم بدأت تضع في الأطباق وتقدم للحاضرين، والغريب أن الكل أكل وشكر الله وشبع بل وفاض عنهم فشكرت السيدة عمل الله العجيب الذي أنقذها من حرج شديد.

وفيما هي تشكر الله فوجئت بأسرة ثانية تصل من الصعيد ونظر الكل يتعجب ماذا سيحدث وماذا سيأكل هؤلاء الذين وصلوا بعد سفر طويل ولكن هذه السيدة المؤمنة دخلت بهدوء إلى مطبخها ووقفت أمام الأواني وصلت بإيمان صلاتها الأولى طالبة بركة الله ورشمت علامة الصليب وبدأت تضع في الأطباق وهنا العجب أن الطعام كان كافياً وأخذت الأسرة الجديدة طعامها في شكر لله والكل في تعجب ببركة الله التي تغني ولا يزيد معها تعب.

ليكن لك ايمان أن كل شيء مستطاع للمؤمن. إن الإيمان عطية تحيا بها في حياتك

 العملية اليومية فيسهل لك الرب خطواتك ويرفعك فوق كل حسابات العقل فتحيا

 معجزات كل يوم تثق في يد الله التي تعمل في الحاضر كما كانت تعمل في الماضي

 وتدبر كل احتياجاتك ثق في الصلاة وعلامة الصليب، ادخل مخدعك ضع كل مشاكلك

 أمام الله مهما كانت المشكلة صعبة.
 




مكتبة القصص المسيحية - قصص حقيقية

1

أحبك يا أمي

أثناء الحرب العالمية الثانية ذهبت إحدي الأمهات مع زوجها وطفلها الصغير من روسيا إلى فرنسا وهناك توفي زوجها بعد فترة بسيطة وتركها لتهتم بطفلها ونفسها في أرض غريبة، ولم تجد مكاناً تُقيم فيه مع طفلها سوى( بير سلم خشب) وكانت تجتهد وتعمل بيديها ليجد طفلها ما يسد جوعه ويستر جسده الغض، وكان عملها عند بائع ورود، وعندما وجد فيها الرجل أمانة و تعب و احتمال رفع لها أجرها وجعلها تعمل في فندق يمتلكه.
ذات يوم وهي تصعد السلُم بالفندق وقعت وأصيبت واتضح أنها مصابة بالسكر و كانت تعطي لنفسها الأنسولين، ولكنها أخفت ذلك عن إبنها الصغير وطمأنته بأنها بصحة جيدة حتى لا يتسرب الخوف إلى نفسه وأيضاً لكى تعوضه عن أبيه الغائب.
كبر الابن وذهب إلى المدرسة فكانت الأم تتحمل مشقة توصيله صباحاً و العودة به وقت الظهيرة، فهي لا تملك ثمن مواصلاته وفي نفس الوقت لا تستطيع أن تتركه يسير بمفرده وسط المواصلات، وياليت الأمور ظلت هكذا مكتفية بهذه المعاناة ، ولكن كان الأطفال في المدرسة يستهزئون بإبنها بسبب ملابس أمه البسيطة مما سبب الكثير من الضيق للطفل ، ولكنها إحتملت وكانت تشجعه على أن يفتخر بأمه التى تحبه، فعظمة الأم تقاس بمحبتها وليس بملابسها وإستمرت هذه الأم العظيمة في حبها وحنانها و إهتمامها بإبنها حتى أنهى دراسته وعندما لبس إبنها ملابس الجندية هنأته وشجعته لكي يدافع دفاع الأبطال عن بلاده قائله له: " إن لم نكن نحن الذين ندافع عنها فمن سيكون يا إبنى.
ووعدته بأنها سترسل له خطاباً إسبوعياً بمجرد أن يرسل لها عنوان الكتيبة المُجند فيها، وفعلاً إستمرت هذه الأم تُرسل كلمات التشجيع و المحبة لوحيدها في جبهة القتال، وكانت كلمات أمه خير معين وسند له .
وعندما شعرت الأم بأن جسمها قد ضعف و أنها قد تموت بعد قليل ذهبت لإحدي صديقاتها بعد أن كتبت 140 خطاب بخط يدها وطلبت منها – إذا ماتت – أن تستمر هي عوضاً عنها في إرسال الخطابات بإنتظام لإبنها ،وفعلاً ماتت الأم وإستمرت الخطابات بخط يدها تصل لإبنها إسبوعياً فيطمئن على أمه.
وشاءت التدابير الإلهية العجيبة أنه بعد وصول الخطاب رقم 140 بأيام قليلة أن الابن قد أصابته شظية في أنفه وكُسرت، فأعطوه وسام الحرب و أعادوه ليرجع لوالدته، فرجع وهو يعلم مكانها عند صاحب الفندق، ولكنه فوجىء بأنها ماتت منذ فترة طويلة وعندما أكد الابن أنه قد إستلم هذا الأسبوع خطاباً بخط يدها ، كشفت صديقة أمه أمر الخطابات ال140 التى كتبتها الام قبل موتها لكى يستمر الابن مطمئناً عليها .
 
هذه القصة العجيبة التى فيها استمرت الأم بعد موتها تهتم بإبنها وتُرسل إليه خطاباتها لتشجعه وتنصحه، أقول حتى هذه القصة لا يمكن أن تُعبر عن كل ما في قلب الأم من مشاعر حب وحنان نحو أبنائها فنحن فقط نرى القليل جداً من المشاعر التى تمت ترجمتها إلى أعمال أما الغالبية العظمى من مشاعر الحب هذه فتبقي في القلب مصدر سعادة و فرح لها في كل تعبها.
 
 
مكتبة القصص المسيحية - قصص واقعية
 
 
1

الأحد، 5 يونيو 2011