الأربعاء، 1 يونيو 2011

قداسة أم

الأب متى المسكين العلامة الروحانى الذى أثرى المكتبة القبطية بالدراسات الروحية ولد فى ‏20‏ سبتمبر عام‏1919,‏ أسرة كبيرة عددا‏,‏ فقيرة معيشة‏,‏ محبة للعلم‏,‏ خمسة أخوة تخرجوا في الجامعة‏,‏ الأكبر تخرج عام‏1933‏ والأصغر عام‏1955.‏ انتقل إلي الاسكندرية ليعيش مع أخيه الأكبر نجيب‏,‏
كانت والدته متدينة جدا بصورة لا يصدقها عقل‏,‏ فكانت وقبل أن تمرض تدخل غرفة خاصة‏,‏ ويقول الأب متى المسكين فى مذكراته التى نشرت بعد موته فى الأهرام : " وكنت أتمسك بملابسها بإصرار حتي تسمح لي بالدخول معها‏,‏ وكانت تظل واقفة لعدة ساعات تصلي وتسجد‏,‏ ولاتكف عن السجود مئات المرات‏,‏ وكنت أحاول أن أسجد معها تقليدا‏,‏ بل العجيب اني كنت أحس ان هذا ضروري طالما أمي تسجد فيلزم أن أسجد معها‏,‏ ولكن قواي كانت تخونني فأقف صامتا أتأملها وهي تقوم وتسجد كالساقية دون أن تكل‏,‏ لعدة ساعات‏,‏ وفي يدها سبحة وصليب‏.‏ وما هي الصلاة؟ كان أمرا يحير عقلي‏,‏ ولكن كان يملؤني شعور عجيب بالرغبة الملحة كل مرة لأصلي معها‏,‏ فكنت أترقبها بانتباه شديد حتي تدخل الغرفة‏,‏ فيطير قلبي من الفرح حينما تسمح لي بالدخول معها‏,‏ وأبدأ أسجد‏!!‏ "   توفيت والدته سنة‏1934‏ بعد مرض طويل مضن‏.‏   بعد مرض عضال فالج ـ شلل نصفي ـ دام معها‏7‏ سنوات طوال وصرنا نخدمها أثناءها‏.‏ ولم تتوقف في هذه السنوات عن الصلاة‏,‏ وهي جالسة‏,‏ لأنها كانت لاتستطيع ان تقف أو تتحرك ولا حتي تنطق بأية كلمة إلا كلمة واحدة هي أقدس كلمة عرفها لسان بشري وهي كلمة كيرياليصون‏(‏ يارب أرحم‏)‏ فكانت ترددها مئات المرات‏,‏ لم تشك ولم تتذمر‏,‏ وكنا نحترمها أشد الاحترام ونثق في صلواتها التي نطلبها جدا أيام الامتحانات‏,‏ كما أضفت علي الأسرة كلها التقوي وروح الصلاة‏.


من مذكرات أبونا متى المسكين - عرض وتحليل: أشـرف صـادق

1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق